![]() |
نقلاً عن LiveScience |
في اكتشاف قد يُحدث تحولًا جذرياً في فهمنا للكون المبكر، رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي ثلاث أجرام سماوية غريبة قد تكون أول دليل على وجود " النجوم المظلمة " وهي نجوم افتراضية يُعتقد أنها كانت موجودة في بدايات الكون وتستمد طاقتها من تفاعلات المادة المظلمة بدلاً من الاندماج النووي التقليدي.
ومن الجدير بالذكر أن المادة المظلمة Dark Matter غير مرئية وتشكل جزءاً كبيراً من كتلة الكون ، لكن لم يتم رصدها مباشرة حتى الآن.
وفقاً للنظرية، فإن تفاعلات المادة المظلمة داخل هذه النجوم كانت تولد حرارة كافية لمنع انهيارها، مما يسمح لها بالنمو لتصبح أكبر بكثير من النجوم التقليدية. قد تصل كتلتها إلى ملايين أضعاف كتلة الشمس، مما يجعلها مرشحة لتكون بذورًا للثقوب السوداء الهائلة التي نراها في مراكز المجرات اليوم.
ثلاثة مرشحين لنجوم مظلمة
في دراسة حديثة، حدد فريق من العلماء بقيادة كاثرين فريز من جامعة تكساس في أوستن، ثلاثة أجرام سماوية رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب قد تكون نجوماً مظلمة. هذه الكائنات، المعروفة باسم JADES-GS-z13-0 وJADES-GS-z12-0 وJADES-GS-z11-0، تقع على مسافات شاسعة بحيث نراها كما كانت بعد حوالي 300 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم .
يشير التحليل الطيفي لهذه الأجرام إلى أنها قد تكون نجوماً فائقة الكتلة، تتراوح كتلتها بين 500,000 إلى مليون ضعف كتلة الشمس، وتفوق لمعانها بمليارات المرات لمعان الشمس. إذا تم تأكيد هذه النتائج، فستكون هذه أولى الأدلة الرصدية على وجود النجوم المظلمة.
أهمية الاكتشاف
هذا الاكتشاف له تبعات عميقة على فهمنا لتطور الكون. إذا كانت النجوم المظلمة موجودة بالفعل، فقد تفسر كيف تشكلت الثقوب السوداء الهائلة في وقت مبكر من عمر الكون، وهو لغز حير العلماء لعقود. كما أن هذا يدعم فكرة أن المادة المظلمة لم تكن فقط عنصراً خاملاً في الكون، بل لعبت دوراً نشطاً في تشكيل البنية الكونية.
الشكوك والتحديات
على الرغم من أن النتائج مثيرة، إلا أن المجتمع العلمي يتعامل معها بحذر. بعض العلماء يشيرون إلى أن هذه الكائنات قد تكون مجرات صغيرة أو أنواعاً أخرى من الأجسام السماوية. لذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الملاحظات والتحليلات لتأكيد طبيعتها.
إذا تم تأكيد وجود النجوم المظلمة، فسيكون ذلك إنجازاً علمياً هائلاً يفتح آفاقاً جديدة لفهمنا للكون. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على الدور المحتمل للمادة المظلمة في تشكيل النجوم والمجرات، وقد يغير نظرتنا إلى المراحل الأولى من تاريخ الكون.
إقرأ أيضاً ...
- غياب "المادة المظلمة" من مجرات يحيّر العلماء
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .