29 أكتوبر 2014

مطوف يزعم رؤية الرسول يقظة ويتواصل مع آخرين من الموتى

موجة انتقادات عارمة شهدتها ساحة التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع يظهر مطوفاً يشرح لعدد من حجاج بيت الله الحرام جلوسه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيراً "المطوف" إلى أن هذه الحالة لا تحدث إلا لأشخاص محددين، ولا يمكن لأحد التمتع بالجلوس والنظر إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا بتوفر عدد من المواصفات، أهمها صفاء القلب، بحسب قوله.  كذلك  يزعم أمام مجموعة من الأشخاص أنه يرى النبي الكريم يقظة ويتحدث معه، وأنه يراه في كل مكان، ويزعم كذلك أنه يذهب ببعض الزوار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه رآه في فندق في المدينة وتحدث معه، وأنهم زاروا قبر الصحابي الجليل حمزة (رضي الله عنه)، وتكلموا معه، ودار بينهم نقاش طويل، ذكر فيه أن امرأة من “الأنقوش” جاءت المدينة المنورة، وذهب بها لزيارة فاطمة الزهراء (رضي الله عنها)، وأنها اتصلت به بعد مدة من “الأنقوش”، وقالت له بأن فاطمة معها هناك.. إلخ.


ردود الفعل والإعتقال
في حين التزمت وزارة الحج "الجهة المسؤولة عن عمل ومراقبة المطوفين"، الصمت إزاء تساؤلات حول حقيقة الامر، شن الباحث الشرعي والداعية السعودي الدكتور خضر بن سند انتقاداً لاذعاً للمطوف صاحب المقطع، معتبراً ذلك من "الكذب والدجل ذي الخلفية العقدية التي تتبع الطوائف المنحرفة".

وفي حديثه لـ"العربية.نت" قال الدكتور خضر: " هذه الممارسات فيها تشويه لسمعة المملكة الدينية من قبل بعض المطوفين الذين يمارسون الاحتيال للتكسب وزيادة مداخيلهم، خاصة أنهم يستهدفون عادة الحجاج القادمين من خارج المملكة" وأضاف: " هذه بعض اعتقادات متشددي المتصوفة المشهود عنهم المبالغة في الخرافات والدجل، وكان لعلماء المسلمين عبر التاريخ مواقف منهم لكشف أباطيلهم، وألفوا الكثير من الكتب عن ذلك". وخلص الباحث الشرعي إلى مطالبته وزارة الحج بانتهاج مبدأ "التشهير" بالحملات والمطوفين المخالفين، على غرار ما تقوم به وزارة التجارة، حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

وقد وجه الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، بالتحري عن صحة المقطع المصور، والشخص الذي يظهر فيه، والقبض عليه في حال ثبت ما نسب إليه، وبعد التأكد من صحة المقطع، وهوية الشخص الذي يظهر فيه، تم في صباح البارحة الإثنين  القبض عليه، وقد أقر بصحة ما ورد في المقطع من أقوال وأفعال فتمت إحالته للجهات الأمنية؛ لاستكمال ما يلزم، وعرضه على الشرع " ردعاً له ولأمثاله، وكفاً لشرهم عن البلاد والعباد " كما قال.

وكشف الناطق الإعلامي في شرطة منطقة المدينة المنورة العقيد فهد الغنام عن إحالة المطوف الذي ادعى أنه تحدث مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - حال اليقظة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام في المنطقة، برفقة أوراقه.

وقال الغنام إن شرطة المدينة المنورة تسلمت المتهم من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي ضبطته عقب انتشار مقطع فيديو له، يتحدث فيه عن ادعاءات حول تحدثه والجلوس مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

شاهد الفيديو

تعقيب 
يعتبر أي شكل من أشكال التواصل مع الموتى سواء أكان في حالة اليقظة أو من خلال بوابة الأحلام من الامور الأكثر إثارة للجدل في القضايا الماورائية بين الناس، خصوصاً حينما يكون الإنصال مع روح عليا أو روح صالحة ولها مكانة عند الله كالرسل والأنبياء وهذا ما ينطبق على ما جاء على لسان المطوف في المقطع المصور ، كما أن هذا قد يتقارب مع ما يوصف بجلسات إستحضار الأرواح والمرفوضة إسلامياً على الأقل.

 هذه الأمور قد تستفز الكثيرين في معتقداتهم الدينية وتثير غضبهم ، فلو كانت الرؤية في المنام لما أثارت هذا الكم من الغضب من قبل بعض المتنفذين في السلطة الدينية، لكن اليقظة قد تكون فعلياً حالة من حالات الوعي المتبدل ASC، فليس هناك حالتان فقط : يقظة ونوم كما نظن، هناك حالات أخرى وعاشها المتصوفون أو من يدخل في فلكهم بشكل خاص ، حالة من النشوة والسمو كما توصف. ولكن السؤال هنا : متى نتأكد أن ما نراه أو نحسه هو من طرف الميت فعلاً  ؟ قد يقول آخرون أنه من صنع الشيطان أو من طرف القرين ؟ وإذا نظرنا إليه من الناحية النفسية قد ننظر إليه أنه من صنع العقل من دون أن يكون لنا القدرة للسيطرة عليه ،  وقد يكون شيء آخر وعلينا دائماً أن لا نستبعده من الفرضيات : " قصة ملفقة لدعوة دينية أو شهرة سلبية لداع".

إقرأ أيضاً ...
- سلسلة التواصل مع الموتى 

هناك 4 تعليقات:

  1. أسلامي متطرف30 أكتوبر 2014 في 10:41 م

    مثل هذه الأمور تعتبر مناقضة للأسلام نفسه فلم تحدث ظاهرة مشابهة لا في الحديث ولا في القران على حد علمي ظهور الرسول لبعض الطوائف مثل المتصوفة أمر شائع جداً
    مثل هذه الأمور تعتبر شبيهة بالأسرائيليات المنتشرة حديثا و كذلك التشبه بعثائد الهندوبوذية و الحياة ما بعد الموت
    رغم انه قد يكون مرض و علة نفسية متأثرة دينياً
    هذا و الله أعلم

    ردحذف
  2. ليس بالضرورة أن يكون هذا الرجل يمارس اأينوع من الشعوذة ولكن من العيب البوح تعد هذه من االأسرار التي لا يجوزله الحديث فيها ادبامع الله هناك الكثير غيره وليس هو فقط من يري ويتحدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم وليس هو فقط من يتكلم مع الموتي

    ردحذف
  3. هذا المطوف في الحقيقة يقابل الجن وقد حكى الشيخ حامد آدم - وهو شيخ طريقة صوفي سابقا - كيف أن الجن كانت تأتيه وتزعم أنها النبي ص فهذا المطوف ضحكت عليه الشياطين وأوهموه أنه يقابل النبي ص !!!

    ردحذف
  4. اوهام ربما ليس كل مايقال حقيقة او يصدق مهما كانت الاسباب الا عندما نشاهد ونرى في ااعيينا ونسمع هذه قاعدة جوهرية لكل شيء يجب بناءها على اسس عقلية حكيمة

    ردحذف